سورة التوبة - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


كيف يكون المُفْلِسُ من عرفانه كالمخلص في إيمانه؟
وكيف يكون المحجوبُ عن شهوده كالمستهلَكِ في وجوده؟
كيف يكون مَنْ يقول «أنا» كمن يقول «أنت»؟ وأنشدوا:
وأحبابُنا شتَّان: وافٍ وناقِصٌ *** ولا يستوي قطٌّ مُحِبٌّ وباغِضُ
قوله: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لِهُمْ}، إنْ تَمَسْكُوا بحبل وفائنا أحللناهم ولاءنا، وإِنْ زاغوا عن عهدنا أبليناهم بصدِّنا، ثم لم يَرْبَحُوا في بُعْدِنا.
{إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ}: المُتَّقي الذي يستحق محبةَ مَنْ يُتَّقَى؛ وذلك حين يتقي محبَّةَ نَفْسِه، وذلك بِتَرْكِ حظِّه والقيام بِحقِّ ربِّه.


وَصَفَهم بلؤم الطبع فقال: كيف يكونون محافظين على عهودهم مع ما أضمروه لكم من سوء الرضا؟ فلو ظَفِرُوا بكم واستولوا عليكم لم يُراعوا لكم حُرْمةً، ولم يحفظوا لكم قرابةً أو ذِمِّةً.
وفي هذا إشارة إلى أنَّ الكريمَ إذا ظَفِرَ غَفَرَ، وإذا قدر ما غَدَرَ، فيما أَسرَّ وَجَهَرَ.
قوله: {يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} أي لا عَجَبَ مِنْ طَبْعِهِمْ؛ فإنهم في حقِّنا كذلك يفعلون: يُظْهِرُون لباسَ الإِيمان ويُضْمِرُون الكفر. وإنهم لذلك يعيشون معكم في زِيِّ الوفاق، ويستبطنون عين الشِّقاق وسوءَ النِّفاق.


مَنْ رَضِيَ مِنَ الله بغير الله أرخص في صفقته ثم إنه خسر في تجارته؛ فَلاَ لَهُ- وهو عن الله- أثر استمتاع، ولا له- في دونه سبحانه- اقتناع؛ بَقِيَ عن الله، ولم يستمتع عن الله. وهذا هو الخسران المبين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8